كلمة نيافة المطران في حفل حفر أساس الكنيسة
كلمة نيافة المطران في حفل حفر أساس الكنيسة
كلمة صاحب النيافة بمناسبة البدء بحفر أساسات الكنيسة يوم الاحد 25 / 11 / 2018
النائب البطريركي لأبرشية سويسرا والنمسا
نيافة
الحبر الجليل
مار ديونوسيوس عيسى كوربوز
كلمة صاحب النيافة بمناسبة البدء بحفر أساسات الكنيسة يوم الاحد 25 / 11 / 2018
أخوتي وأخواتي بالرب يسوع, أيها الضيوف الكرام
اليوم هو يوم مميز لكل أبناء الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في النمسا فيينا العاصمة الجميلة والأجمل هو الحي ليبولداور بلاتز نحتفل اليوم بمناسبة الحفرة الأولى لبناء أول كنيسة سريانية أرثوذكسية في عاصمة النمسا فيينا .
الرب يسوع المسيح ولد في مغارة حقيرة في بيت لحم ووضع في مذود ومع أنه كان صغيراً لكن خاف منه الملك هيرودس وأمر بقتله … لماذا ؟ لأنه جاء ليقيم العدالة على كافة الأصعدة ويخلص العالم .
أول كنيسة مقدسة كانت مغارة بيت لحم حيث ولد السيد المسيح وتكونت من ناس بسطاء ومع هذا الكثير من الحكام خافوا ولاحقوا وأمروا بقتل الرسل وتعذيبهم , مع كل هذا الاضطهاد الذي عانته الكنيسة من البداية وحتى الآن ولكن بالأخير انتصرت .
الحكام الأرضيين جميعهم زائلون ومنسيون ولكن الكنيسة دامت وتدوم إلى الأبد ,
قال الرب لا تخافوا ولا تضطربوا أنا معكم إلى الأبد وتابع قوله لبطرس أنت يا بطرس الصخرة وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها , السيد المسيح بنى الكنيسة على أساس الحقيقة والحقيقة هي هو الله مثلما قال أنا هو الطريق والحق والحياة من آمن بي سيحيا إلى الأبد .
اليوم اجتمعنا بكنيستنا الصغيرة من أجل أن نبني كنيسة اكبر في هذا الحي المبارك التي سوف تجمعنا لنصلي فيها سوياً . نحن مسيحيي الكنيسة السريانية الأرثوذكسية القادمين من الشرق نكون أول من ذاق الإيمان وعلى مذى الأزمنة والدهور كنا وما زلنا ملاحقين ومعذبين ومضطهدين وقدمنا قوافل من الشهداء على اسم المسيح وعلى وجه الخصوص بيد الإسلام ,
ومع كل هذا لم يتخلى أبائنا وأجدادنا عن إيمانهم بالرب يسوع بل زادتهم تمسكاً وإيماناً ومحبةً بالرب يسوع .
المسيحيون الأرثوذكسيين القادمين من الشرق هم الأمل الجديد في بلاد المهجر (أوروبا، أميركا , أستراليا , وكندا) واستطاعوا أن يثبتوا أنفسهم من هناك وطلبوا اللجوء هنا وتجمعوا مع بعضهم البعض من خلال أمنا الكنيسة … سؤال يطرح نفسه في هذه المناسبة ! لماذا نريد نحن السريان بناء كنيسة في هذا الوقت ؟
في وقتنا الحاضر الإيمان المسيحي ضعف , الكثير من الناس تركوا زيارة الكنيسة وابتعدوا عن إيمانهم الجوهري وهذا ما جعلهم للأسف يغلقوا أبواب الكثير من الكنائس , ولكن من ناحية أخرى نرى أن الجوامع كثرت أعدادها في أوربا ونعلم ما يعلمون بها ولكن نحن يعلمنا الكتاب المقدس أن نثبت في إيماننا المسيحي وتعاليمنا السامية.
بناء الكنيسة يجعلنا نتقوى في إيماننا ونعيد الأمل للكثير من الناس الذين هجروا بيوتهم وكنائسهم وبلادهم باحثين عن بلد آمن .
قبل البدء بمشروع بناء الكنيسة ذهبنا وزرنا كنيستنا الأخت المجاورة كي نعرض عليها هذا المشروع والتي رحبت بمشورع بناء كنيسة , ربما نختلف بالعادات والتقاليد ولكن المسيح هو واحد لجميع كنائس العالم , نحن نصلي بكنائسنا باللغة الآرامية لغة السيد المسيح وستعلو من كنائسنا والكنائس المجاورة الصلوات والتراتيل من أجل السلام في كل أنجاء العالم . بناء كنيسة إنما هو إشارة الى حبنا والى تعميق جذور المسيحية الأصيلة وأن تبقى أوروبا بلاد مسيحية ولنا غيرةُ على هذه البلاد المباركة التي لا تقل محبتنا وغيرتنا عن أي انسان أوربي وحتى وإن قدمنا من بلاد الشرق المتعددة .
أشكر كل الكنائس , كاردينال شون بورن الذي ساعد السريان الأرثوذكس
الشكر لكل المسؤولين السياسيين ,
بلدية فيينا وسياسيي النمسا الذين ساهموا وأعدوا لتحقيق مشروع بناء الكنيسة
أشكر جميع الضيوف الكرام الحاضرين بيننا
وبركة الرب تكون مع الجميع
